في إطار قيام الحكومة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بعمل مبادرات لدعم الطاقة الخضراء والمشاريع صديقة البيئة ومن ضمن هذه المبادرات الهامة التي قامت بها الدولة المصرية قرية فارس التي تعد أول مجتمع ريفي صديق للبيئة في مصر.
برزت قرية فارس إلى الواجهة والتي يصل عدد سكانها إلى 17 ألف نسمة، بعدما تحولت إلى أيقونة خضراء صديقة للبيئة، وهي القرية التابعة لمركز كوم أمبو في محافظة أسوان جنوبي البلاد.
وباتت فارس أول قرية تحصل على شهادة “ترشيد” للمجتمعات الخضراء في مسابقة المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية.
تعد المبادرة التي أطلقتها الحكومة المصرية في كافة المحافظات بمجال التنمية المستدامة والذكية والتعامل مع البعد البيئي وآثار التغير المناخي، بهدف وضع خريطة للمشروعات الخضراء الواعدة والعمل على جذب استثمارات لها، وذلك في إطار تحضيرات الرئاسة المصرية لمؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ كوب 27 الذي يبدأ الآحد 6 نوفمبر في شرم الشيخ ويستمر حتى 18 نوفمبر الجاري.
أشار صلاح الحجار رئيس الجمعية المصرية للأبنية الخضراء في تصريح لموقع سكاي نيوز إلى أن عنصر الطاقة وكيفية استهلاكها ومدى الاعتماد على الطاقة المتجددة وهي المعايير الأساسية التي قيمت قرية فارس المصرية كأول قرية مصرية صديقة للبيئة.
وأضاف رئيس الجمعية التي تولت عملية التقييم، أن معايير الاختيار تمتد أيضا إلى جودة الحياة خارج المباني، من نظافة الشوارع وإضاءتها بالطاقة الشمسية، إضافة إلى توافر منظومة للمخلفات الصلبة وكيفية تجميعها.
وأوضح الحجار أن “تصميم شوارع القرية يراعي احتياجات ذوي الهمم من خلال تصميم ممرات خاصة بهم تسهل وصولهم إلى الأماكن التي يريدون الذهاب لها”.
كما أشار إلى أن “المباني التقليدية تشارك بنحو 40 بالمائة من حجم الانبعاثات الكربونية”، بحسب تقارير المجلس العالمي للأبنية الخضراء، وهو ما يعكس أهمية التحول نحو المباني منخفضة الانبعاثات.
وهناك العديد من العوامل التي أهلت قرية فارس لتصبح قرية صديقة للبيئة وقصة نجاحها شهدت تعاون عدة جهات، أبرزها وزارة التخطيط وشركة “إيكونسلت” للاستشارات الهندسية والبيئية، إضافة إلى مؤسسة حياة كريمة التي أطلقتها الحكومة المصرية بهدف تحسين الظروف المعيشية اليومية للمواطنين.
بالإضافة إلى تضافر جهود المؤسسات في تنفيذ 31 مشروعا تنمويا داخل القرية بتكلفة بلغت 650 مليون جنيه (نحو 27 مليون دولار)، من أبرزها إنشاء مركز تكنولوجي يضم مكاتب خدمية وفق المعايير البيئية والصحية، إضافة إلى إنشاء وحدة لتوزيع الكهرباء تعمل على نقل الطاقة المولدة من محطة الطاقة الشمسية إلى شبكة التغذية الخاصة بالقرية، وكذلك إنشاء نقطة للإسعاف و48 وحدة سكنية للأسر الأولى بالرعاية، كما تم تطوير محطة لتنقية المياه بطاقة 100 لتر في الثانية وتطوير المرسى النهري والممشى السياحي باستخدام مواد صديقة للبيئة تتميز بامتصاصها المنخفض للحرارة.